يومًا بعد يومٍ تستمرّ الغربان في إبهارنا بذكائها الّذي يعتقد العلماء أنّه مساوٍ لذكاء طفلٍ في السّابعة من عمره. أثبتت دراسةٌ تمّ نشرها في مارس الماضي قدرة الغراب على حلّ لغز Aesop’s fable paradigm وهو نموذجٌ يعتمد على أنابيب بعضها مملوءٌ بالماء والآخر بالحصى ويجب على الغراب أنْ يضع بعض الحصى في الأنابيب المملوءة بالماء ليحصل على الطّعام، ويستخدم هذا النّموذج في قياس ذكاء الأطفال أيضًا!
في تلك التّجربة تمكّن الغراب من اختيار الحصى بدلًا من الموادّ الخفيفة الّتي تطفو ووضعها في الأنابيب المملوءة بالماء بدلًا من الأنابيب المملوءة بالرّمال، كما أنّه اجتاز العديد من التّحديات الأخرى الّتي يمكنكم مشاهدتها في الفيديو التالي:
في هذا الفيديو لغزٌ مركّبٌ يتميّز بالصّعوبة تَمكّن الغراب من حلّه بشكلٍ مذهلٍ لا يمكن تصديقه.
أضف لما سبق أنّ الغراب لا ينسى وجه الإنسان إذا أذاه طوال فترة حياته ويقوم بتوبيخ “بلغته الخاصة” الشخص الذي يهدّده، وقد يستعين بأقاربه أو غربانٍ لا يعرفها ويتآمر معها لمهاجمة هذا الشّخص، وكل غرابٍ منهم سيعتبرك بعد ذلك عدوًّا وينشر معلوماتك لدى من يعرفهم من الغربان وهكذا، لذا أعتقد أنّه سيكون من الحكمة عدم إزعاج أيّ غراب بعد اليوم!
نحل العسل يمكنه أن يقوم بالعدّ، يصنّف الأشياء المتشابهة مثل الكلاب ووجوه الإنسان، يفرق بين الأشياء المتشابهة والأشياء المختلفة وبين الأشياء المتماثلة والغير متماثلة هندسياً. وبذلك يثبت هذا النحل الصغير أن امتلاكك لرأسٍ كبير لا ينبغي أن يعني أنك تملك ذكاءً وفيراً!
إنّه صديق الإنسان الوفيّ كما يقال، وبقدرته على الحساب قد يكون مساعدك أيضًا، فقد أثبتت بعض الدّراسات الأخيرة من جامعة كولومبيا البريطانية أنّ الكلاب يمكنها أن تقوم ببعض الحساب وتستطيع أن تكتشف الأخطاء الحسابية البسيطة مثل 1+1=3 بالإضافة لقدرة الكلاب العادية على تعلّم وفهم 165 كلمةٍ تقريبًا.
أمّا الكلاب الخارقة الّتي كشفت عنها الدراسة فيمكنها أن تتعلم 250 كلمة وإشارة، وأوضحت الدّراسة أن سلالة الكلب لها تأثيرٌ واضحٌ على ذكاء الكلاب، وقد أحرزت سلالة collies أعلى نسبة ذكاءٍ في الدّراسة.
على الرّغم من أنّ الشّائع عن الأسماك عمومًا هو أنّها عديمة الذّكاء وعديمة الذّاكرة، إلّا أنّ ذلك ليس صحيحًا تمامًا فكما ذكرت في مقالٍ سابقٍ أنّ الأسماك الذّهبية تملك ذاكرةً تصل إلى خمسة أشهرٍ، سأوضّح لكم أنّ لديها بعض الذكاء أيضًا.
يمكن للأسماك أن تفرّق جيّدًا بين الكميات الكبيرة والصغيرة كما يمكنها العدّ حتى الرقم ثلاثة، ويعتقد الباحثون أنّ كلًّا من الأسماك والكلاب لديها قدراتٌ حسابيّةٌ أفضل من ذلك ولكن تنقصهم التّجارب المناسبة لإثبات فرضيّتهم.
الببغاء ذو العُرف هو أحد أنواع الببغاوات المشهورة والقليلة في أستراليا وبعض دول آسيا، يُلقّب هذا النوع بالببغاء خبير السرقة وذلك لقدرته على فتح أيّ قفلٍ تقريبًا.
بيّنت دراسةٌ نشرتها جامعة فيينا أنّ ذكر الببغاء من هذا النّوع تمكّن من الحصول على حبّة مكسراتٍ بعد فتح أحد الأقفال الّتي يتطلّب فتحها منه أن يقوم بإزالة دبّوسٍ ثمّ برغيٍّ (مسمار حلزوني) ثمّ مسمارٍ آخر صغيرٍ ثمّ إدارة عجلةٍ 90 درجةً ثمّ تحريك مزلاج القفل الرئيسيّ جانبًا!
وهي مهمّةٌ قد يصعب على الإنسان حلّها بسهولةٍ في حين تمكن هذا الببغاء من فعلها دون مساعدةٍ خلال ساعتين فقط كما ستشاهدون في الفيديو التالي:
نعرفها بحجمها العملاق وعاطفتها المذهلة التي قلّما نجد مثلها بين الحيوانات، وسنضيف للفيلة اليوم ميزةً أُخرى وهي التّحدث باللغة الكوريّة.Koshik هو اسم أحد الفيلة الهندية والذي ولد في حديقة حيوانٍ في كوريا الجنوبية عام 1990 وتصدّر عناوين الأخبار عام 2006 عندما تبيّن أنّه يمكنه أن يقلد كلماتٍ كوريّةٍ مثل (نعم) و(لا) و(اجلس) و(تمدّد) وكلماتٍ أُخرى، والجميل أنّه يفهم معنى هذه الكلمات أيضًا!
الأسماك الذهبية يمكنها أن تستمع إلى الموسيقى وأن تفرّق بين أكثر من ملحّن، دراسةٌ حديثةٌ أوضحت أنّه عند تشغيل مقطوعتين موسيقيتين من النوع الكلاسيكي تمكّنت الأسماك الذهبية من التّفريق بينهم. في حين أنّ معظم الأسماك والحيوانات تفضّل الصّمت على الموسيقى، إلّا أنّ الدّراسة أثبتت أنّ الأسماك الذهبية ليست كذلك.
وبعيدًا عن الموسيقى، لنشاهد الفيديو التّالي ونكتشف قدراتٍ فريدةً لا نعرفها عن السمكة الذهبية:
الأفاعي لا تقتل فرائسها فحسب، وإنّما تراقب حالة فريستها حتّى النهاية، مدى دقة عصر الأفعى لفريستها ومدّته محسوبةٌ بإتقانٍ اعتمادًا على دقّات قلب الفريسة ومدى ضعفها وهو أمرٌ يتطلّب ذكاءً، ويعتقد العلماء أنّ لدى الأفاعي معالم ذكاءٍ أخرى لم نكتشفها بعد.
إذا نال منك معاملةً حسنةً فلن ينساك الحصان طوال فترة حياته وإن امتلكه غيرك، كما يمكن للأحصنة أيضًا أن تتعلّم كلمات البشر ويمكنها أن تسمع صوت الإنسان بوضوحٍ أفضل من الكلاب.
عند إجراء اختبارات الذّكاء الخاصّة بالبشر على أنواعٍ أُخرى، نجد أنّ الدلافين في المرتبة الثّانية مباشرةً خلف الإنسان العاقل، والتّجارب الّتي تدلّ على ذلك كثيرةٌ بالإضافة إلى قدرة الدلافين على إصدار أصواتٍ ذات معانٍ مختلفةٍ تمّ تعليمها إيّاها مسبقًا. يعتقد العلماء أنّه خلال فترةٍ ليست بالبعيدة سيكون هناك تقنياتٌ تسمح بالتّواصل بين الدّلافين والإنسان لغويًّا.
الآن بعد أن تعرّفنا على أشهر مظاهر الذكاء لدَى الحيوانات، هل تعتقد أنّ هناك مستوياتٍ أخرى من ذكاء الحيوانات لم نكتشفها بعد؟