كل الآباء يحبون النظر إلى رسومات أطفالهم والسعادة تملأ قلوبهم، صحيح أننا غالبًا لا نفهم ما يرغب الطفل في قوله من خلال هذه الرسومات ولكننا نتأمل الأشكال والألوان وقد نفرح ونهتف قائلين أن طفلنا هو بيكاسو هذا الزمان! ولكن هل فعلًا نفهم الرسائل التي تتضمنها خربشات أولادنا؟ على ماذا تدل؟ وكيف نقرأها؟ والأهم هو إلى أي حدٍّ يمكن أن تخبرنا عن معدل ذكائهم؟
تختلف رسومات الأطفال باختلاف أعمارهم، فرسم طفلٍ في الثانية ليس شبيهًا برسم طفلٍ في الرابعة أو أكثر، وحسب خبراء علم النفس فإن رسومات الأطفال تعكس تجاربھم ورؤيتھم للعالم من حولھم كما تعطي معلومات عن حالتھم النفسیه، ويمكن أن تساھم في علاج مشاكلھم، كما أنها تعكس تصورھم وفھمھم للواقع من حولھم و على مستوى نمو قدراتھم.
دراسة بريطانية جديدة تربط بين رسوم الطفل في الرابعة ومعدل نموه بعد ذلك
تمّت الدراسة الجديدة بمعهد الطب النفسي بجامعة كينج كوليدج بلندن تحت إشراف الدكتورة روساليد أردين، وقد اعتمدت على رسومات أكثر من 15 ألف طفل في سن الرابعة. طُلب منهم أداء اختبار يسمى “ارسم طفلًا” حيث جاء تقييم الرسومات على أساس مدى مقاربة الرسم لملامح الوجه والجسد، وقد تم تصميم هذا الاختبار في عام 1920 لقياس نسبة ذكاء الأطفال الصغار بدءًا من سن الرابعة.
المدهش في نتائج هذه الدراسة التي نُشرَت في دورية العلوم النفسية هو ارتباط نتائج الاختبار بمعدل الذكاء لدى الطفل بعد عشر سنوات من أدائه وفق الدكتورة أردين المشرفة على الدراسة، وتضيف أن: “القدرة على الرسم لا تحدد الذكاء فهناك عدد كبير من العوامل البيئية والوراثية التي تؤثر على الذكاء في وقت لاحق من العمر”، وبالتالي لا تقلق إذا كانت رسومات طفلك سيئة!
كما تشير الدراسة إلى تأثّر نسبة الذكاء بالجينات وذلك بعد مقارنة نتائج التوائم المتطابقين الذين يمتلكون شفرة وراثية متطابقة مع التوائم غير المتطابقين الذين يتشاركون في نصف الشفرة الوراثية، حيث تمكن التوائم المتطابقون من إنتاج رسومات وتحقيق نتائج متشابهة عكس التوائم غير المتطابقين.
مراجعة لغوية: محمد خليل