الكون، ذلك المدى الواسع إلى أبعد حد لدرجة تجعل تصوّره ضربًا من المستحيل، إنه ذلك المدى الذي يكمن بداخله كل شيء والذي سعى الإنسان كثيرًا لسبر أغواره واكتشاف خباياه، ما زال يحيط بالكون الكثير من الأسرار والغموض بالرغم من آلاف الاكتشافات التي توصل إليها العلم وكشف بها الستار عن الكثير من تلك الأسرار. وقد تحدثنا من قبل في مقال عن أغرب 10 نظريات عن الكون وتحدثنا أيضًا عن أهم محاكاة لنشأته والمراحل التي مر بها، واليوم نستعرض سويًّا بعض الحقائق الغريبة والمثيرة للدهشة عن الكون وما يحتويه.
الجليد الملتهب
Gliese 436 b هو اسم أحد الكواكب الخارجية التي يساوي حجمها حجم كوكب نيبتون تقريبًا، ويقع في المجموعة النجمية Leo حيث يبعد عنّا 33 سنة ضوئية. يؤمن علماء الفلك أن هذا الكوكب يحتوي على حالة غريبة من حالات الماء والتي تجعل سطحة مغطى بالكامل بالجليد الملتهب. الضغط على الكوكب يعمل على ضمان الحالة الصلبة للجليد الموجود على السطح بينما تعمل درجة حرارة السطح المرتفعة والتي تصل إلى 300 درجة مئوية على تسخين الماء وتصاعدة على شكل بخار.
- الكواكب الخارجية هي الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى غير الشمس.
- المجموعة النجمية هي مجموعة نجوم تمثل نموذجًا معينًا بحدود محددة يصل عددها في الكون إلى 88 مجموعة حتّى الآن.
رائحة اللحم المحترق
بالرغم من استحالة شم رائحة الكون بشكل مباشر أو من خلال بذلة الفضاء، صرح العديد من رواد الفضاء أنهم بعد عودتهم من رحلة سير في الفضاء كانت تفوح من معداتهم رائحة لحم محروق بشكل يسهل تمييزه بالإضافة لرائحة معدن ساخن ورائحة لحام المعادن، من الممكن أن تكون هذه الروائح نتائج ثانوية لعملية موت النجوم وانفجارها والتي يمكن أن تجد آثارها منشرة في الكون كله.
ما بين المجرات
على بعد 10 آلاف سنة ضوئية وتحديدًا في المجموعة النجمية Aquila، يمكنك أن تجد سحابة عملاقة من الكحول يصل قطرها إلى ألف ضعف قطر مجموعتنا الشمسية، كمية الكحول الإيثيلي الموجودة في تلك السحابة يمكن أن تملأ 400 سيبتيليون (400 يليها 24 صفر) كأسًا.
الجار الأقرب
مجرة أندروميدا هي المجرة الأقرب إلينا حيث تبعد عنّا 2.5 مليون سنة ضوئية، بالرغم من أنها بعرض 140 ألف سنة ضوئية وهو حجم هائل، إلا أنها ليست مضيئة بالقدر الكافي الذي يسمح لنا برؤيتها ليلًا بأعيننا المجردة، ولو كانت أندروميدا أشد إضاءة لظهرت لنا بحجم أكبر بستة أضعاف من حجم القمر المكتمل، بالرغم من المسافة الكبيرة التي تبعد بها عنّا.
الأرض تحت الضغط
تتكون الثقوب السوداء عندما تنهار النجوم الكبيرة جدًّا وتتكثف وتتركز كل كتلتها في مساحة صغيرة يشار إليها بنصف قطر شوارزشيلد، بالنسبة للكرة الأرضية فنصف قطر شوارزشيلد يساوي 9 ملّيمتر تقريبًا ولو انضغط حجم الكرة الأرضية لأقل من ذلك الحجم سيتحول كوكبنا إلى ثقب أسود، بالنسبة للإنسان (فيزيائيًّا) ليتحول إلى ثقب أسود لابد أن يتعرض لضغط شديد إلى أن يصبح حجمه مساويًا لحجم البروتون.
حضانة النجوم
على الرغم من أن عملية ميلاد وموت النجوم لا تحدث بشكل فوري ولحظي وإنما تمتد لفترات طويلة جدًّا إلا أنها عملية شائعة ومتكررة بكثرة في الكون، ومن خلال ملاحظة عملية تشكل النجوم وموتها في مجرتنا درب التبانة، قدّر علماء الفلك عدد النجوم التي تولد وتموت يوميًّا بـ275 مليون نجم في الجزء الذي يمكننا ملاحظته من الكون، وهو ما يعني أكثر من 100 مليار نجم خلال العام الوحد.
عام المجرة
من المعلوم أن الأرض تستغرق 24 ساعة للدوران حول محورها، وهو ما ينتج عنه اليوم الذي نعرفه، وتستغرق 365 يومًا للدوران حول الشمس وهو ما نعرفه كسنة، ولكن تستغرق مجموعتنا الشمسية 230 مليون سنة لتكمل دورة واحدة فقط حول مجرة درب التبانة وهو ما يساوي سنة المجرة. في آخر مرة كانت المجموعة الشمسية في وضعها الحالي كان عصر الدايناصورات على وشك البدء وكان أمام النباتات المزهرة لتظهر 100 مليون سنة أخرى.
درب التبانة
قد تكون رائحة مجموعتنا الشمسية تشبه رائحة المعدن الساخن أو اللحم المحترق كما سبق وذكرنا ولكن ماذا عن رائحة مجرة درب التبانة؟ وفقًا لبعض الأبحاث التي نشرها معهد ماكس بلانك مؤخرًا فرائحة مجرة درب التبانة تشبة رائحة التوت ونوع من أنواع المشروبات الكحولية، حيث وجدوا أن فورمات الإيثيل، وهو مكون كيميائي أساسي في كلاهما موجود في منتصف مجرتنا.
الوقت يطير
هل سبق وتمنيت لو أن هناك ساعات أكثر في اليوم؟ حسنًا كن صبورًا وستحصل على مبتغاك، كل قرن من الزمان يقل معدل دوران الأرض بقيمة تساوي 1.4 ملّي ثانية. عندما كانت الدايناصورات تجوب الأرض، كان اليوم يستمر لمدة 23 ساعة فقط، وفي تقرير نشرته ناسا ذكر أن اليوم كان 24 ساعة تمامًا في عام 1820 أمّا اليوم فإنه يستغرق 24 ساعة بالإضافة إلى 2.5 ملّي ثانية.
- عندما تقل سرعة دوران الأرض حول محورها بقيمة 1.5 ملّي ثانية فهذا يعني أن مدة اليوم ستزداد بقيمة 1.5 ملّي ثانية.
مناطق صالحة للسكن
في مجرتنا درب التبانة هناك ما يقرب من 400 مليار نجم و100 مليار كوكب تقريبًا، واحد من أصل كل خمسة نجوم يشبه شمسنا، وقد قدر علماء الفلك أن 22% منها يدور حولها كواكب بنفس حجم وبيئة كوكب الأرض، حيث يتواجد الماء بصورته السائلة، هذا يعني أنه من الممكن أن يكون هناك 8.8 مليار كوكب يمكن أن تتواجد عليها حياة بغض النظر عن تركيب تلك الكواكب وحالتها الجوية بالطبع.
الضوضاء البيضاء
قديمًا عندما كانت أجهزة التلفاز التناظرية لا يتم ضبطها بشكل صحيح على موجة إرسال القناة كانت تصدر ضجيجًا أبيضًا وثابتًا بسبب التداخل مع موجات أخرى يشار إليها بالضوضاء البيضاء – White noise، نسبة 1% من تلك الضوضاء ناتجة عن إشعاعات باقية في الكون منذ الانفجار العظيم، ويشار إلى تلك الإشعاعات اليوم بالخلفية الميكروية الكونية أو Cosmic Microwave Background (CMB)، ذلك التداخل في الإشارات هو ما سمح للعالمين Arno Penzias وRobert Wilson باكتشاف تلك الخلفية الميكروية عام 1965، وهي من الدلائل القوية على صحة نظرية الانفجار العظيم.
لغز كوازار
لنذكر أولًا أن الكوازار عبارة عن ظاهرة أو جسم سماوي بعيد جدًّا وهائل الحجم يشع كمية هائلة من الطاقة ويظهر على شكل نجم عبر التلسكوب، يعتقد العلماء أن الكوازار تحتوي على ثقوب سوداء كبيرة وقد تكون مرحلة من مراحل تكوّن المجرات.
تتكون الكوازار عندما تدور الغازات بسرعة مرتفعة حول الثقوب السوداء وترتفع درجة حرارتها بشدة نتيجة الاحتكاك لتشع تلك الحرار والطاقة على شكل ضوء، اكتشف علماء الفلك مجموعة من 73 كوازار يبلغ حجمها 6.5 مرة أكبر من الحجم الطبيعي لمجموعة الكوازارات، أي أن عرضها يبلغ 4 مليارات سنة ضوئية ولا يمكن تطبيق النظرية النسبية العامة عليها لأنها نظريًّا لا يمكن أن تكون موجودة.
النجوم النابضة
النجوم النابضة والتي تعرف بـ Pulsars عبارة عن نجوم نيوترونية ممغنطة تدور بسرعات هائلة وتشع نبضات معتدلة من الموجات الراديوية والإشعاعات الكهرومغناطيسية بمعدل ألف نبضة في الثانية الواحدة، أسرع نجم نابض نعرفه هو PSR J1748-2446ad، يبعد عنّا هذه النجم تقريبًا 18 ألف سنة ضوئية، حيث يقع في المجموعة النجمية Sagittarius. بالرغم من أنه نجم طبيعي الحجم إلا أنه يدور بسرعة مذهلة تصل إلى 716 مرة في الثانية الواحدة بسرعة تقريبًا مساوية لربع سرعة الضوء، وهي سرعة تتخطى ما ذكرت النظريات أنه ممكن.
14 ثانية
كل شخص سمعت عنه، كل الملوك والمعارك، الهجرات والاختراعات، الحروب والكوارث وكل شيء ذكر في كتب التاريخ منذ بدء الشرية لم يستغرق سوى 14 ثانية فقط في التقويم الكوني. إذا قمنا بمعايرة الخط الزمني للكون ليناسب التقويم السنوي الذي نعرفه سنجد أن التاريخ المدون لحياة البشر من البداية وحتى اللحظة لم يستغرق سوى 14 ثانية فقط بالنسبة للكون، وذلك إذا مثّلنا عمر الكون بسنة واحدة.