يُحكى أن تاجرآ تعرض له قُطاع الطريق و أخذوا ماله فلجأ إلى المامون العباسي ليشكوا إليه و أقام ببابه سنه فلم يؤذن له فأرتكب حيلةً وصل بها إليه و هي أنه حضر يوم الجمعه و نادى يا أهل بغداد :
اشهدوا على بما أقول و هو :
أن لي ماليس لله !
و عندي ماليس عند الله !
و معي مالم يخلقه الله !
و أُحب الفتنه و أكره الحق !
و أشهد بما لم أرى !
و أُصلي بغير وضوء !
فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون
فقال له : ما الذي بلغني عنك؟ فقال : صحيح !
قال : فما حملك على هذا؟
قال قُطع علي و أُخِذَ مالي و لي ببابك سنه لم يؤذن لي ففعلت ماسمعت لأاراك و أبلغك لترد عليّ مالي
قال : لك ذلك إن فسرت ماقلت؟
قال : نعم
(( أما قولي إن لي ماليس لله فلي زوجه و ولد و ليس ذلك لله ))
(( و قولي عندي ماليس عند الله فعندي الكذب و الخديعه و الله بريء من ذلك ))
(( و قولي معي مالم يخلقه الله فأنا احفظ القرآن و هو غير مخلوق ))
(( و قولي أُحب الفتنه فإني أُحب المال و الولد لقوله تعالى : (إنما أموالكم و أولادكم فتنه))
(( و قولي اكره الحق فأنا اكره الموت و هو حق ))
(( و قولي اشهد بما لم ارى فأنا اشهد أن محمد رسول الله و لم اراه ))
(( وقولي أُصلي بغير وضوء فإني أصلي على النبي بغير وضوء ))
فأستحسن المأمون ذالك و عوضه عن ماله
قصة رائعة كلها حكم تستحق النشر