من الأسماك إلى الضفادع، وغيرها من الحيوانات الأكثر إثارة للاهتمام فى العالم بسبب طبيعة جلدها الشفّاف. إذا نظرت في الطبيعة من حولك، ستجد أن الكثير من الكائنات تتغذى على الكثير من الكائنات الأخرى، سلسلة غذائية كبيرة أوجدها الله على هذه المعمورة وفضّلنا نحن البشر عليها لننظر إليها بعين التعلُم ونذكره تعالى بقول “سبحان الله”.
لكل كائن من الكائنات وسيلة دفاع مميزة يحمي بها نفسه من الافتراس، منها من يجيد الاختباء، ومنها ذو جلد مسمم أو الشائك، ومنها من يدافع عن نفسه بمبدأ الهجوم أولًا، وغيرها الكثير. واليوم سنتحدث عن واحد من أكثر النُظم الدفاعية إثارة للعجب…
إنها الحيوانات الشفافة العجيبة، لم يتأكد العلماء تمامًا من كيفية تطور هذه الحيوانات لهذا الشكل من شفافية جلدها حتى امتزجت مع البيئة المحيطة بها. حتى لا تكون هذه الحيوانات فريسة سهلة لغيرها، وهبها الله هذه الميزة من شفافية جلدها حتى اختفت عن أعيُن مُفترسيها. يقول سونك جونسن، وهو عالم وكاتب في مجلة ساينتفيك أمريكان “تقريبًا جميع حيوانات المحيط التي لا تمتلك أسنانًا أو سمومًا لتحميها، أو لا تستطيع الهرب من الحيوانات المفترسة لها القدرة على التخفي”.
فى الواقع، فإن شفافية الجلد شائعة في الأعماق، حيث لا تصل أشعة الشمس، العديد من هذه المخلوقات تعتمد علي التخفي من أجل الحفاظ على حياتها، وتتراوح نسبة الضوء الذي يمكن أن يمر من خلال جسدها بين 20 و90 في المائة.
الحيوانات البحرية الكبيرة يميل جلدها ليكون أكثر وضوحًا من الحيوانات الأصغر منها حجمًا، كذلك بعض الحيوانات البحرية التي تعيش على عمق أكثر من 750 متر يمكن أن تكون شفافة، كالتي تعيش على السطح. أما عن الحيوانات الشفافة البريّة، فقد تم العثور على هذه الفراشة ذات الجناح الشفاف في الإكوادور، وهي فراشة تُسمى “إسبيجيتوس” في اللغة الإسبانية، وتعنى المرايا.
أما عن ضفدع “فلايشمان الزجاجي” في غابات “الكلاود” في أمريكا الوسطى والجنوبية، فإن غالبية أعضائها الحيوية واضحة للعيان بسبب شفافية جلدها. عادة ما يتم العثور على الحيوانات الشفافة في المناطق السطحية، كتلك التي تعيش في البحر أو في البحيرات.
هذه الحيوانات تتراوح في حجمها من بوصة إلى حجم أكبر من كرة السلة. ويتم رصد هذه الكائنات الشفافة عن طريق محتويات بطونهم المرئية، أو عن طريق انعكاس الضوء عن أسطح أجسامها، أو نتيجة التقرّح اللوني على بشرتهم، ولكنها في المجمل غير مرئية إلا عن بعد بضع بوصات منها. والميزة الأساسية من كونها مُنفذة للضوء هي إمكانية هذه الكائنات على التمويه في أكثر من عمق ومن أكثر من زاوية.