مقال : أمة تزوير الحقائق بلا منازع





محمد عواد - تجربتي في موقع ثقافة أونلاين جعلتني أطلع على أمر خطير جداً، وهو أننا بالتأكيد أمة تزوير الحقائق بلا منازع، أمة تحاول أن تشوه التاريخ بناء على معتقداتها ومواقفها السياسية الآن، أمة أخر همها الحقيقة والمهم لديها دوماً فرض رأيها وما تؤمن به.




في مقالات الدكتور عبد الله المدني التي تقارن بين وضع الهند المتقدم والمتطور والذي سيجعلها حسب الخبراء العالميين ثاني أقوى دولة اقتصادية عام 2030 من جهة، ومع اقتصاد العنف والإرهاب والفساد في باكستان … كان هناك ردة فعل دائمة ضده، لأنه لا يمدح باكستان في مواجهة الهند، ودافع هؤلاء أن باكستان اسلامية .. فهل هذا يعني أن نزور الحقائق ولا نعترف بأن شتان بين الثرى والثريا فيما يجري هناك؟


لاحظت أيضاً أن هناك من يريد تفسير كل شيء حتى ظاهرة غليان الماء بما وراء الطبيعة من قوة، فالجن سبب كل شيء لديه، ربما هو يمر بفترة الهوس ببعض الظواهر الغريبة، فيريد من الناس تفسير كل شيء بناء على هذا حتى لو كان السؤال كم كانت إيرادات فيلم معين لنقول له حقق هذا الفيلم دخلاً مقداره بسبب الجن الأزرق الأخضر، والأسوأ من مجرد التفسير “الخرافي لكل شيء” قيام هذه العينة من الأشخاص بالإتيان بأحاديث وآيات قرآنية غير موجودة أصلاً لتعزيز وجهة نظره، أي أنه يكذب عمداً لإثبات حقيقة !!


وبالنسبة لقوة الجيوش، فالحمدلله الجيوش العربية هي أقوى 10 جيوش في العالم حسب ما يريد البعض، فدائماً تأتيك تعليقات “الجيش العربي الفلاني ثالث جيش في العالم”، وهناك مثل عربي يقول “لو أرادت أن تمطر لجاءت بالسحاب”، ومن الواضح أننا نملك الجيش الثالث الأقوى في العالم من خلال عدد الدول العربية المحتلة عسكرياً أو سياسيا!.


وأما الذكاء فقولوا وداعاً لأينشتاين، فالطفل المغربي والسوري والاردني والمصري إلى أخره من الدول هو أذكى طفل في العالم حسب الدراسات من جامعة هارفارد وأوكسفورد التي يروج لها هؤلاء من أنصار التزوير، والمصيبة أن هؤلاء يروجون لدراسات يعرفون أنها غير موجودة، لا أشكك بذكاء أطفالنا لكن أتحدث عن إدعاء وجود دراسات من الخيال لخلق حقيقة من الخيال!.


ومن أقسام أمة التزوير التي نعاني منها من يتم تعليمه معلومة خاطئة وعندما يجد غيرها يحكم على المعلومة الجديدة مباشرة بالخطأ، لا يحاول أن يقارن أو يبحث ويكتفي بوصف المعلومة الجديدة بالخاطئة دون دليل.. هذا الشخص نفسه عندما يدرس في كتب الدين يسخر من كفار قريش الذين قالوا هذا ما وجدنا عليه أباءنا!.


قد يكون السؤال .. لماذا كل هذا؟


الجواب ببساطة لأننا أمة تم تجريد عقلها من أهم شيء، طرح الأسئلة قبل قبول المعلومة، نشاهد مقطع الفيديو ونصدقه مباشرة ولا نضع أسئلة منطقية لنتأكد، أي صورة فها دماء نتأثر ونصدق ولا نفكر بوضعها على محرك بحث جوجل لثواني كي نتحقق، ننسى أن الله تعالى مدح سيدنا ابراهيم في قرآنه الكريم عندما جاء عنه “قال بلى ولكن ليطمئن قلبي” ونكتفي بالدفاع عن الخليل بقولنا هو لم يشك بوجود الله، والمغزى من الآية أعمق من ذلك بكثير إنه دعوة لك “بأن تتحقق من الحقائق ذاتها”.



هناك أكثر من 1000 مثال أخر أستطيع طرحه يؤكد أننا نعشق تزوير الحقائق كما نريد !



LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...