كثير من نساء العالم يضعن طلاء الشفاه، لكن قليل منهن يعرفن مكوناته الحقيقية، لذلك كشف آندي برننج الكيميائي من جامعة برونيماوث البريطانية تلك المكونات الخفية التي تمنح الألوان المختلفة لطلاء الشفاه، بدءًا من لون البرقوق الغامق حتى اللون الوردي الباهت.
وقال آندي إن طلاء الشفاه في جميع العلامات التجارية يحتوي على مئات المواد الكيميائية الغريبة، حيث تدخل بعض الحشرات المطحونة، والفلفل، والأصباغ، والشمع في صناعته وذلك لإعطاء اللون المناسب أو اللمعان أو الثبات. ورغم أن العلامات التجارية وأصناف طلاء الشفاه مختلفة ومتعددة، إلا أن هناك عناصر أساسية لابد من إدخالها في صناعة طلاء الشفاه ومن أهم تلك العناصر – وفقًا لأستاذة الكيمياء في جامعة برونيماوث – “الدودة القرمزية” التي يتم طحنها لتحديد اللون الأحمر والتي عادة ما تعيش على نبات الصبّار.
فمن المعروف أن اللون الأحمر القرمزي يتم تجهيزه من خلال غليان أجساد الحشرات في الأمونيا أو محلول كاربونات الصوديوم ثم تصفية الخليط قبل إضافة كبريتات بوتاسيوم الألومنيوم المائية، كما يضاف لهذه التركيبة مركب كيميائي آخر يسمى بـ “يوزين” والذي يزيد من فترة ثبات الطلاء. الصبغة بدورها تتفاعل مع مجموعة من الأمينيات المتواجدة في بروتينات الجلد وينتج عن هذا التفاعل لون أحمر كثيف وتزداد كثافته وعمقه أكثر مع مرور الوقت، بينما تستحوذ الأصباغ والألوان الأخرى على 5% فقط من طلاء الشفاه.
أما ثاني العناصر الهامة التي تدخل في صناعة طلاء الشفاه فهو ثاني أكسيد التيتانيوم، وهو مركب أبيض تتم إضافته من أجل تخفيف أحمر الشفاه وتحويله للون الوردي، وتدخل مركبات أخرى تضاف بكميات صغيرة لجعل الصبغات مرطبة أو ذات رائحة جيدة، وثالث عنصر هو الفلفل والذي يكون يعمل كمثير للأنسجة الجلدية البسيطة حتى تنتفخ الشفاه قليلًا، بينما يتم استخدام الشمع والزيت أيضًا.
من ناحية أخرى يأتي على رأس القائمة شمع العسل الذي يتألف من 300 مركب كيميائي مختلف ويشمل مشتقات الشمع مثل شمع الفيربيون المنببعث من غدد الأغنان، والشجيرة المكسيكية واللانول.
ويدخل أيضًا شمع الكرنوبا الذي يستخرج من نخلة الكرنوبا في عمليات تصنيع طلاء الشفاه ويساعد هذا العنصر على تقليل عملية ذوبان الطلاء في الشمس لأن درجة انصهاره أعلى من درجة انصهار الشمع المعروفة عند درجة حرارة 87 درجة، ولترطيب الجلد يتم استخدام زيت الخروع الذي يسجل 65% من أي طلاء شفاه ويقلل من عرضة زوال أحمر الشفاه.
وفي السنوات الأخيرة ازدادت المخاوف بشأن آثار المعادن الثقيلة على طلاء الشفاه، وذلك بعدما اكتشفت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، بريكلي، بأن 32 من أنواع أحمر الشفاه يحتوي على كميات ضئيلة من الرصاص، والألومنيوم، والكروم، والمنجنيز إلا أن معظم المستخدمين يؤكدون أن نسب هذه المكونات آمنة، وعلى الرغم من ذلك العديد من شركات مستحضرات التجميل تحرص على منتجاتها بأن تكون خالية من الرصاص.