كان غاندي يتنقل من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى لجمع الاموال من أجل الأعمال الخيرية. وفي إحدى رحلاته كان يلقي خطاباً أمام الجموع من الناس لتشجيعهم على عمل الخير والتبرع بما يزيد عن حاجتهم.
وبينما كان يتحدث إلى الناس، حاولت امرأة عجوز فقيرة أن تصل إليه من بين الجماهير الغفيرة إلى أن تمكنت أخيراً من عبور كافة الحواجز البشرية رجال الأمن الذين يحولون دائماً إلى اقتراب الناس من غاندي.
وعندما وصلت أخيراً إلى ما أرادت أمسكت بقدمه وأخرجت قطعة نقدية وأعطته إياها مما أدهش الحضور الذين اعتقدوا أنها صارعت لتصل هناك من أجل التسول وطلب المساعدة، إلا أنها تكبدت هذا العناء كي تتبرع بما تملكه من النقود.
أخذ غاندي قطعة النقد تلك واحتفظ بها معه. فسأله أمين الصندوق عن القطعة كي يحفظها مع بقية التبرعات، إلا أن غاندي رفض إعطاءه إياها. فتعجب أمين الصندوق قائلاً: “إنك تأتمنني على هذه الأموال الطائلة، فما بالك لا تأتمني على قطعة النقد تلك؟”
فأجابه غاندي: “تساوي قطعة النقد هذه أكثر بكثير من تلك الآلاف. إذا امتلك المرء الملاين وتبرع بألف أو اثنين فذلك لا يعني الكثير. أما هذه القطعة فكانت كل ما امتلكت تلك العجوز الفقيرة. لقد أعطتني كل ما كان لديها. إن هذا لقمة الكرم والسخاء والعطاء. يا لها من تضحية كبيرة قامت بها تلك المرأة. لذلك أثمن هذه القطعة أكثر من كل ما بحوزتك من أموال.”