الإسعافات الأولية من الإجراءات المصيرية والحتمية التي قد تساهم في إنقاذ حياة إنسان أو تؤدي للعكس تمامًا، لذلك لا يجب أن نجهلها فلا نجد ما نساعد به أحباءنا وقت الحاجة ولا يجب أن نتعلمها أو نقوم بها بشكل خاطئ فتؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا. الآن أخبرني ما الذي ستفعله لو أن أحد أصدقائك قد تعرض للسعة قنديل بحر أثناء السباحة؟ ماذا لو كانت نحلة أو ثعبان؟ اعتقد أنك لو بحثت عن الإجابة على الإنترنت ستصل لما نحن بصدد نفيه اليوم، لقد حان وقت صرف وطرد العديد من الخرافات المنتشرة عن الإسعافات الأولية وتعلم الصحيح منها فقط، تابع قراءة المقال لتتعرف على أشهر وأكثر خرافات الإسعافات الأولية انتشارًا وطريقة الاستجابة الصحيحة لكل حالة طارئة من الحالات التي سنذكرها.
إذا تعرضت للسعة نحلة من قبل فأنت حتمًا تدرك ما قد تؤدي إليه تلك اللسعة من مضاعفات، وقد تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الموت إذا كانت لدى الضحية حساسية ضد سم النحلة، وما يهم حقًا في هذا الموقف هو سرعة إزالة إبرة النحلة من موضع اللسعة وليس طريقة إزالتها. الدبابير والفصائل الأخرى تشبه النحل من حيث تأثير وخطورة لسعتها ولكن الفرق هو أن الدبابير لا تترك إبرتها في جسد المصاب ويمكنها أن تقوم باللسع مرات عديدة.
ما الذي يجب فعله؟
- الوقاية خير من العلاج، ابتعد عن النحل ومسكنه ولا تقم بحركات مفاجئة إذا إقتربت منك إحداها وانسحب فورًا لأن النحل يصدر روائح يستدعي من خلالها باقي النحل عند الشعور بالخطر وإذا كنت لا تزال موجودًا عند وصول التعزيزات فتابع الخطوات التالية لأنك ستحتاجها.
- انتزعها، اسحقها، اكشطها، لا يهم الأمر والمهم هو أن تزيل إبرة النحلة بأسرع ما يمكن لتحد من خطورة النتائج التي ستترتب على اللسعة وتأثيرها عليك.
- إذا كان المصاب لديه حساسية من سم النحل فيجب الاتصال بالإسعاف فورًا ولا تنتظر ظهور الأعراض للقيام بذلك، أعراض الحساسية المفرطة تتمثل في الاحمرار، التورم، الحكة وقصور في التنفس.
- مضادات الهستامين يمكن أن تقلل من سرعة ظهور الأعراض ولكنها لن توقفها لذا لا يجب الاعتماد عليها كليًّا.
- بالنسبة لغير المصابين بالحساسية سوف تختفي الأعراض بمرور بعض الوقت وقد يبقى التورم لمدة يوم، ولكن يجب الذهاب للمستشفى في حالة التعرض لأكثر من عشر لسعات أو إذا ما كانت اللسعات في الأنف أو الفم أو الحلق، لأن الورم في تلك المناطق قد يؤدي غلى ضيق في التنفس حتّى لغير المصابين بالحساسية المفرطة.
- يمكن وضع الثلج على مكان الورم لتخفيفه ولكن تجنب وضعه مباشرة على الجلد، واستخدم منشفة في المنتصف ولا تترك الثلج لأكثر من 20 دقيقة في نفس الموضع لكي لا تتعرض لقضمة الصقيع، وهو أمر أسوأ بكثير من لسعة النحلة.
الركض يجعلنا نتنفس بسرعة، وكذلك الإصابة بالالتهاب الرئوي أو حتى الإجهاد والتوتر، هناك أسباب كثيرة تتسبب في حدوث فرط التنفس أو التنفس بسرعة كبيرة، ولكن بغض النظر عن السبب، لا يمكن اعتبار التنفس في كيس ورقي حلًّا صحيحًا لهذه المشكلة كما هو شائع، في الواقع قد يكون هذا أمرًا خطيرًا. متلازمة فرط التنفس عبارة عن حالة نفسية عاطفية تكون مصحوبة دائمًا بإاضطرابات الذعر، تجعل الشخص يتنفس بشكل أسرع من اللازم ما ينتج عنه فقد كبير في معدل ثاني أكسيد الكربون من الجسم، وبالرغم من أن ثاني أكسيد الكربون نتيجة ثانوية لعملية الأيض في جسم الإنسان ويخرج دائمًا أثناء عملية الزفير إلا أننا بحاجة لكمية قليلة لتحافظ على اتزان مستوى الحموضة في الجسم.
عندما نفقد كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، تبدأ بعض الأنسجة في التوقف عن العمل وتتخدر بعض المناطق ونفقد الإحساس بها، مثل الشفاه والأصابع، ثم تبدأ عضلات اليدين والأقدام في التشنج والتقلص.
استخدمت طريقة الكيس الورقي لسنين عديدة بهدف علاج متلازمة فرط التنفس، وفكرته هي إعادة تنفس الهواء الذي نخرجه أثناء الزفير والمحمل بثاني أكسيد الكربون مرة أخرى لتعويض النقص، في الواقع هذه الفكرة صحيحة ولكنها ليست بالسرعة ولا الكفاءة التي طالما اعتقدها الأطباء، وهذه ليست المشكلة الحقيقية لأنه بالرغم من عدم كفاءتها لم يثبت أنها تضر المصابين بفرط التنفس، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في استخدامها في الحالات الأخرى التي تتشابه أعراضها مع أعراض فرط التنفس مثل النوبات القلبية والربو، في هذه الحالة سيحصل المريض على كمية أقل من الأكسجين عبر تنفسه من خلال الكيس الورقي وهو ما سيزيد خطورة النوبة القلبية، وهناك حالات موثقة لهذا الأمر كانت عواقبها وخيمة. وما يزيد الطين بلة هو أن هناك بعض الدراسات الحديثة التي تربط بين نوبات الذعر ومعدلات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة، ما يعني أن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بأية وسيلة قد يزيد من حدة نوبة الذعر التي يعاني منها الشخص.
ما الذي يجب فعله؟
الطريقة المثلى للتغلب على فرط التنفس هو الحفاظ على الهدوء والتنفس ببطء ولكن ليس بعمق، هذه الطريقة أثبتت جدارتها، والأفضل أنها لن تؤدي لموت أحد. وإليكم الخطوات بشيء من التفصيل.
- في البداية أمن نفسك لأن ضحايا فرط التنفس قد يعانو من الجزع والحصر النفسي وهو ما قد يؤدي لسلوك عدواني وخطير.
- استخدم صوتًا هادئًا لطمأنة المصاب، عليك أن تدرك أن الجزع معدٍ وكذلك الهدوء، فحاول أن تتغلب على جزع المصاب بهدوئك ولا تفقد أعصابك فتصبح مثله.
- تأكد أن المصاب يعاني فعلًا من فرط التنفس وليست نوبة قلبية أو حالة أخرى مشابهة، أشهر الأعراض تتمثل في قصور في التنفس وتخدير في الأصابع والشفاه بالإضافة لرعشة وتشنج في اليدين والقدمين.
- شجع المصاب على التنفس ببطء وهدوء، ويمكن أن تنصحه بحبس نفسه لفترة ثم الزفير ثم تكرار الأمر حتى يبدأ بالشعور بأنه أفضل، وإذا اشتكى من ألم في الصدر اتصل بالإسعاف فورًا لأن هذا يعني أنه يعاني من نوبة قلبية.
- وأخيرًا يجب أن تدرك أن فرط التنفس حالة نفسية وليست مرضًا عضويًّا وبالتالي التزام الهدوء أهم خطوة للتغلب عليه، كما يجب أن تتجنب التنفس عبر كيس ورقي تمامًا لأنه لن يحل مشكلة نقص ثاني أكسيد الكربون، كما أنه سيؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين.
حاولت البحث عن مصدر هذه المعلومة ولكن لم أجده، والسؤال الآن هو هل يساعد البول على التخلص من ألم لسعة قنديل البحر؟ بالطبع لا وفي الواقع قد يزيد البول الأمر سوءًا. يتسبب قنديل البحر في لسع الإنسان لأنه يترك خلايا تعرف باسم nematocysts على الجسم عند لمسه، وهي عبارة عن إبر ملفوفة وموجودة على المجسات الخاصة بقنديل البحر وبمجرد إطلاقها تفرز السم في جسم الضحية، وتختلف كمية ونوع السم حسب القنديل نفسه وعدد خلايا nematocysts ومساحة المنطقة العارية من الجلد وسمكه، كما يمكن أن يترك قنديل البحر مجسًّا أو اثنين بعد اللسعة وتكون مغطاة بخلايا nematocysts. لسعات قنديل البحر متفاوتة في خطورتها وفقًا لنوع القنديل نفسه وتزداد خطورتها بالنسبة للأشخاص المصابين بحساسية مفرطة بالرغم من أن بعض الأنواع لديها سم يؤدي لموت الإنسان حتى وإن لم يكن مصابًا بالحساسية.
الخدعة تكمن في إزالة خلايا السم هذه بدون إطلاق السم منها، الضغط أو الماء أو بعض المواد الكيميائية الأخرى قد تتسبب في إطلاق السم.
ما الذي يجب فعله؟
- استخدم الرمل أو منشفة لإزالة المجسات المتبقية بدون لمسها، إذا قمت بلمسها ستتعرض للسعات أكثر.
- قم بشطف المنطقة المصابة لإزالة خلايا السم المتبقية، وهنا تتضارب الآراء حول المادة التي يجب شطف المنطقة المصابة بها، فهناك البول كما ذكرنا والخل والكحوليات والأمونيا والماء، بعض الباحثين في أستراليا، موطن أكثر أنواع قناديل البحر فتكًا بالإنسان أمضوا سنوات في دراسة لسعات قناديل البحر، والشيء المتفق عليه هو أن أيًّا من تلك المواد لم يثبت كفاءته، الخل أثبت أنه أفضل الطرق لشطف لسعات قنديل البحر لأنه يقوم بمعادلة الخلايا السمية التي لم ينطلق السم منها بعد، ومعظم الأبحاث تشير بأفضلية استخدام ماء البحر أو الماء الساخن في الشطف في حالة عدم وجود الخل ولا ينصح بالماء العذب لأنه سيساعد على إطلاق السم وبنفس المنطق نجد أن البول يتكون من مياه عذبة وبعض مخلفات الجسم وبالتالي فسوف يعمل على إطلاق السم أيضًا.
من الشائع في حالات نزيف الأنف إمالة رأس المصاب للخلف بهدف وقف النزيف، أو بالنسبة للبعض لتجنب سقوط الدم على الملابس، بغض النظر عن الدافع دعونا نتفق على أن النتيجة واحدة وهي أنك ستبتلع دماءك، وبما أن معدتك لا ترحب بالدم كوجبة غذاء فسوف تبدأ في تقيؤ هذه الدماء، وفي النهاية ستتسخ ملابسك بالدماء ولن يتوقف النزيف لنعود لنقطة البداية مرة أخرى.
نزيف الأنف من الحالات الشائعة المخيفة وتصيب الأطفال بشكل أكثر من البالغين، وقد يحدث نتيجة تهيج الغشاء الانفي أو بسبب صدمة أو ضربة على الأنف، وقد يدل نزيف الأنف على حالات أكثر خطورة لذا لا يجب الاستهانة به واستشارة الطبيب في الحال.
ما الذي يجب فعله؟
- في البداية كما ذكرنا قم بإمالة المصاب للأمام وليس للخلف كما ذكرنا فالدماء بحاجة للذهاب لمكان ما وليس من الأفضل أن تذهب لمعدتك أو قصبتك الهوائية وتؤدي لحدوث اختناق.
- قم بالضغط على الأنف في المنطقة التي تقع أسفل النتوء العظمي مباشرة بحيث تكون أصابعك فوق العظام والمنطقة الناعمة في نفس الوقت، إذا استمر النزيف قم بتعديل قبضتك لأنه لا ينبغي أن يحدث نزيف طالما كنت ممسكًا الأنف بهذه الطريقة، بهذه الطريقة نقوم بالضغط على الشعيرات الدموية التي تغذي الغشاء الأنفي لتقليل تدفق الدم وعمل تخثر او تجلط للدم، أبقِ الأنف على هذا الحال لمدة خمس دقائق ولا تفلت الأنف بعد الدقائق الخمسة لفحص النزيف.
- بعض مضي الدقائق الخمسة، قم بتخفيف ضغط قبضتك لترى ما إذا كان النزيف قد توقف، إن لم يكن كذلك قم بتكرار الأمر لمدة عشر دقائق هذه المرة وكرر الأمر لمرة ثالثة إذا لم يتوقف النزيف.
- إذا لم يتوقف النزيف بعد المحاولة الثالثة فقد حان وقت زيارة الطبيب، وفي حالة الشعور بدوار أو ضعف أو دوخة فيجب الاتصال بالإسعاف، وقد يؤدي استمرار النزيف إلى حدوث صدمة وفقدان للوعي.
قد يساعد الثلج على انقباض الأوعية الدموية لذلك يمكن استخدامه بالإضافة للخطوات السابقة، ويجب الانتباه لعدم نفخ الأنف بعد توقف النزيف لكي لا يتم إزالة التجلط الدموي الذي يمنع تدفق الدم ويعود النزيف مجددًا. نزيف الأنف بعد تعرض الرأس لصدمة قد يدل على إصابة في المخ خاصة إن لم يكن هناك أي أثر خارجي للإصابة، وفي هذه الحالة يجب الاتصال بالإسعاف فورًا.
يتميز الكحول بأنه يتبخر سريعًا وهذا يضفي شعورًا جيدًا، ومن الشائع في بعض الدول استخدام أنواع معينة من السوائل الكحولية من أجل تخفيف درجة الحرارة والحمى، ولكن لسوء الحظ يمكن للجلد أن يمتص هذا الكحول ويؤدي إلى نتائج سيئة، لذا إيّاك وشرب الكحول وإياك وتمسيد أو فرك جسدك به بغية تخفيف درجات الحرارة للمصابين بالحمى.
المصادر [1]