تقول احدى الفتيات:بلغت سن الزواج ،و كان كلما تقدم لي شاب للزواج اقول لنفسي : اصبري هناك الانسب، حتى انهيت دراستي و بعدها دراسات عليا و بلغت سن الثامنة و العشرين و لم اتزوج بعد .فبدأت بالقلق خاصة ان ظروفي تغيرت ،والدي تراجعت تجارته و تعرض لعملية احتيال ادت للحجز على املاكه.فبعد ان كنا نقطن بيت في اغلى و ارقى المناطق بالعاصمة اصبحنا في بيت اجرة بالضواحي ،و بدأ الناس ينفضون من حولنا ، و بدأ خطابيني يقلوا رغم اني ذات دين و جمال و علم الحمد لله.فاشتركت باحد مواقع الزواج على النت. (بأول فترة ظهور النت ) و بعلم والدي و والدتي و استشارتها بكل صغيرة و كبيرة .و كان من يراسلني اسأله بأول رسالة عن مواصفاته فإن كانت مناسبة لي لتاسيس بيت زوجية و لو شئ بسيط .اخبره اني فتاة مسلمة شرقية و ان الطريقة الانسب للخطوة الثانية للتعارف هي الخطبة التقليدية بان تتصل والدته بوالدتي لتحديد موعد زيارة لنتعارف واقعيا،او اعتذر عن التواصل معه.و فعلا تقدم لي عدد من الاشخاص.كان اخوتي او والدي يسأل عنهم كما جرى العرف.و لكن اغلبهم على سفر و انا البنت الوحيدة لاهلي حتى كدت أيأس.و كنت ادعو “اللهم ارحم ابي و امي بقربي منهم لاعينهم و ارزقني زوجا ليس على سفر”.حتى راسلني طبيب انهى اختصاصه للتو من بلد اوروبي و معه مبلغ يسير من المال، ممكن ان يشتري به بيت صغير بالضواحي البعيدة و يستأجر عيادة.و زارنا اكثر من مرة لنتعارف شعرت خلالها انه ذا دين و خلق و تفكيرنا متقارب. و عند السؤال عنه من معارفه اثنو عليه. ففرحت وكنت اصلي صلاة استخارة و بعدها صلاة قضاء الحاجة ادعو ربي ان يتمم الامر لشدة اقتناعي و تعلقي به.و في الزيارة التي قبل اعلان الخطوبة تكلم معه والدي مطولا ثم منعني والدي من الدخول و تفاجأت بأنه اعتذر منه.و السبب انه اخبره انه كل سنة سيسافر لمدة اربعة اشهر وحده لبلد الاختصاص و ربما اكثر….
هنا لا استطيع ان اصف لكم حالي كدت اجن و استشطت غضبا على والدي.فقد اردت ان يتم الامر باي شكل.اغلقت باب غرفتي و غرقت بدموعي و تمردتي حتى اني قلت بنفسي ليتني لم اصلي الاستخارة فهي السبب . هي من ابعدته عني (اللهم اغفر لي )
بعد ساعتين هدأت ،و نهضت لافتح ايميلي و اذا بي افاجا برسالة من صديقتي ارسلتها لي من ساعتين؟طبعا هي لا تعلم عن حالي شئ ،ونص الرسالة التالي :
يقول الله عز و جل في حديث قدسي ،، …… يا ابن ادم انما أمرتك ونهيتك لتستعين بي وتعتصم بحبلي , لئلا تستغني وتتولى عني , فاعرض عنك وانا الغني عنك وانت الفقير الي , انما خلقتك في الدنيا وسخرتها لك لتستعد للقائي وتتزود منها للقدوم علي , لئلا تعرض عني وتخلد الى الارض , فلا تختر غير ما اخترت لك , ولا تكره لقائي , فانه من كره لقائي كرهت لقائه , ومن احب لقائي احببت لقاءه .”"
نزلت علي الايميل كالصاعقة خاصة جملة (لئلا تعرض عني و تخلد الى الارض ،فلا تختر غير ما اخترت لك) .شعرت ان ربي يكلمني من خلال هذه الرسالة بعتاب.نعم يا من تقرأ كلامي فواللهي ان الله يكلمنا و يرسل لنا رسائل ربانية عند اللجوء له سواء عن طريق آية قرآنية او صديق او موقف او مقالة او فيديو….. .فاستحيت من نفسي امام ربي كثيرا.و استغفرت ربي.و تماسكت وقررت النسيان و تفويض امري لله عز وجل و الانهماك بالعمل حتى يجد الله لي مخرجا .و بعد خمس سنوات كنت قد جمعت من عملي بعض المال و تقدم لخطبتي رجل فاضل ذا دين و خلق و علم و جاه .و اللهي لا ادري كيف ساقه الله لي .واللهي دون حول مني و قوة.وكان زواجي سهل تم خلال شهر فقط .رغم محاولة بعض الحاسدين افساد الزواج .إلا انه صدق رسول الله حين قال :”اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ ،لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ،و لو اجتمعوا على أن يضروك بشئ ،لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ،رفعت الاقلام و جفت الصحف “
و انكشف لي ما كان مغيبا عني من خير ادخره و اختاره الله لي من محنة تاخير زواجي .فقد استطعت من خلال عملي هذه السنوات ان اجمع مبلغا من المال استعنت به مع جاه زوجي و معارفه و استطعنا استرداد بيتنا و مالنا.و ايضا زوجي اسكنني ببيت قرب اهلي كما كنت ادعو
.سبحان الله الخير كله بصلاة الاستخارة و باختيارات الله لنا فنحن لا ندري الخير اين “”بسم الله الرحمن الرحيم ،و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم عسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون “” يا من تقرأ كلامي ان بعد كل محنة يو جد منحة.و اللهي هذا ما رأيته بعيني من الخير الكثير و تيسر الحال . وايضا بالاستخارة الله يختر لك و يدبر لك الافضل لانه دعاء. “و ان كان شرا فاصرفني عنه و ابدلني خير منه” لاحظ كلمة ابدلني و الله لها تأثير عجيب.اللهم اننا نستخيرك في كل امور حياتنا فاختر لنا و رضينا بما اخترته يا الله