"أردي" أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!





“أردي”  أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!




فى عام 2009 أعلنت مجلة Science عن كشف أحفوري إعتبرته الحدث الأهم فى ذلك العام ، كان ذلك الحدث هو إكتشاف أحفورة تمثل السلف الاقدم للبشر ، أطلق عليها ” أردي”Ardipithecus Ramidus“، لتصبح “أردي” بعد ذلك إحدى أشهر أيقونات التطور البشري .

لماذا تأخر الكشف عن أردي كل هذا الوقت  ؟:


تم إكتشاف عظام “أردي” فى أوائل التسعينيات وكان لسبب تأخير الكشف عنها لأكثر من 17 عاماً قصة مثيرة ، ففي عام 2002م شرحت مقالة في مجلة Science جزءاً هاماً مما جرى وراء الكواليس ، فقد كانت العظام المتأحفرة المكتشفة بالغة السوء، مهشمة ، ومسحوقة تماماً، وطباشيرية، تتفتت وتتحول لغبار بمجرد لمسها. 

The next field season, team member Yohannes Haile-Selassie found the first of more than 100 fragments that make up about half of a single skeleton of this species, including a pelvis, leg, ankle and foot bones, wrist and hand bones, a lower jaw with teeth—and a skull. But in the past 8 years no details have been published on this skeleton. Why the delay? In part because the bones are so soft and crushed that preparing them requires a Herculean effort, says White. The skull is “squished,” he says, “and the bone is so chalky that when I clean an edge it erodes, so I have to mold every one of the broken pieces to reconstruct it.”


http://www.sciencemag.org/content/295/5558/1214

وهو ما ذكرته مجلة nationalgeographic عن الجودة الرديئة للأحفورة ، نتيجة دهسها فى الطين تحت أقدام الحيوانات ، وتعرضها لعوامل التعرية بعد تكشفها على سطح الارض

http://news.nationalgeographic.com/news/2009/10/091001-oldest-human-skeleton-ardi-missing-link-chimps-ardipithecus-ramidus.html
إحتاجت الأحفورة الي عمليات إعادة  تركيب إفتراضية رقمية  موسعة، واستخدمت مجلة تايم تعبير الحساء الأيرلندي  Irish stew لوصف حالة عظام الحوض المسحوقة .


الصورة الكاملة للفتاة أردي :

تحولت عظام أردي فى الدوريات العلمية الدارونية الي أنثى ممشوقة القد تماماً تحمل نظرة مفعمة بالانسانية ، بالرغم من التشكيك الجدي للباحثين فى قدرة عظام الحوض المهشمة على تأكيد أي تفاصيل تشريحية ثبتت مشي القردة أردي على قدمين كما ذكر تقرير الكشف فى مجلة science . بل تبدو غير ملائمة للقيام بهذه المهمة 

several researchers aren’t so sure about these inferences. Some are skeptical that the crushed pelvis really shows the anatomical details needed to demonstrate bipedality. The pelvis is “suggestive” of bipedality but not conclusive, says paleoanthropologist Carol Ward of the University of Missouri, Columbia. Also, Ar. ramidus “does not appear to have had its knee placed over the ankle, which means that when walking bipedally, it would have had to shift its weight to the side,” she says. Paleoanthropologist William Jungers of Stony Brook University in New York State is also not sure that the skeleton was bipedal. “Believe me, it’s a unique form of bipedalism,” he says. “The postcranium alone would not unequivocally signal hominin status, in my opinion



بعد ذلك بعام ، فى 2010 أشارت ورقة لاحقة لإستيبان سارمينتوEsteban E. Sarmiento في مجلة  science أيضا إلى أن مكانيكية الحركة التي يؤشر إليها تشريح عظام القدم تبدو أقرب للغوريلا ، وقال أن كل الصفات التي تم الأستدلال بها على مشي أردي على قدمين ، هي  نفس الصفات التي تلزم  حيوان يمشي على أربع

Moreover, attempts to link Ar. ramidus

to an exclusive human lineage by pointing to

suspected facultative bipedal characters in the

foot (9) are not convincing (16). All of the Ar.

ramidus bipedal characters cited also serve the

mechanical requisites of quadrupedality, and in

the case of Ar. ramidus foot-segment proportions,

find their closest functional analog to those of

gorillas, a terrestrial or semiterrestrial quadruped

and not a facultative or habitual biped





وفي مقابلة لاحقة أجريت معه فى مجلة time ، كان لإستيبان تصريح غاية فى الخطورة فى هذا الصدد ، فقد حكى أنهم  قاموا بإستخدام  الأحرف والمفاهيم التي عفا عليها الزمن في التصنيف والإدعاء  بأن الصفات المرصودة تتعلق حصراً بالبشر ، رغم أنها متواجدة أيضا  فى القردة العليا.

ويستعرض بعض الامثلة التى تؤكد صحة ما قاله ، فتشريح المفصل الداخلي لفك أردي مماثل لقردة الأورانجوتان والجيبون التي تحيا اليوم ، وليس ملتحما بالجمجمة كما هو الحال عند البشر والقردة الإفريقية، وهذا يؤشر لنتيجة خطيرة تعارض الاقتراح المطروح سابقاً ، فأردي يتوجب عليها وفق هذه النتائج أن تكون قد إنفصلت عن الخط السلالي قبل ظهور هذه السمة عند السلف المشترك للبشر والقردة.وقال أن فريق البحث لم يعطي أى دليل يؤشر الى كون أردي من الخط السلفي للبشر ،  وقال استيبان ان الضجيج حول اردى كان مبالغ فيه. 
طرحت تصريحاته هذه  ظلالاً من الشك حول  أمانة الباحثين في فريق الفحص المكتشف وتعمدهم التركيز على أحرف قياس مضللة .
http://content.time.com/time/health/article/0,8599,1992115,00.html?xid=rss-topstories


في عام 2011 نشرت مجلة الطبيعة  nature ورقة جديدة إعترفت أن السمات التشريحية أكثر مشابهة للقردة الحالية ، وتحججت بكون هذه السمات القردية يجب أن تكون نوع من التطور التقاربي  homoplasy مع القردة العليا الموجودة حاليا ، إذا ما تم إعتمادها كسلف فى شجرة تطور البشر . (عذر قبيح جداً وتلاعب بالادوات .  - فالسمات التشريحية للإحفورة هي بالأساس الدليل الوحيد الذي يتم الإستناد عليه في قياس العلاقة التطورية ، لكنها هنا تعطي مؤشرات قوية للتشابه مع القردة الحالية ، ولأن النتائج تخالف السيناريو المطلوب إثباته ، تحول القول للتحجج بأن هذه السمات القردية ربما تكون نوع من التطور التقاربي .  )
هل يمكننا أن نسمي ما سبق علم ؟

http://www.nature.com/nature/journal/v470/n7334/full/nature09709.html?WT.ec_id=NATURE-20110217

في مقالة أخرى نشرتهاnytimes قال أحد علماء الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد ريتشارد كلاين 

: “أنا بصراحة لا أعتقد أن أردي أحد اسلاف الانسان، أو ذات قدمين “.
I frankly don’t think Ardi was a hominid, or bipedal
http://www.nytimes.com/2010/05/28/science/28fossil.html?_r=0

 وختاماً لحكاية الفتاة أردي …
فإنه بعكس ما يشاع عن أيقونة التطور البشر ويروج له فى الدعايات الدارونية ، يبدو أن الاحفورة لم تحل اللغز ،أو تتقدم  خطوة واحدة في سبيل ذلك ، وكل ما قدمته هو زيادة اللغز مزيداً من التعقيد .

كما يحكي محرر مجلة ساينتفيك أمريكان في روايته عن الكشف : 




يبدو أن التحدي المتمثل في فهم شكل السلف المشترك الأخير وكيفية تنقله يتعاظم بالتأكيد. وإذا كان علماء الإنسان القديم قد تعلموا في العقد الماضي أي شيء فإنهم تعلموا أن فروع أسلاف البشر ستستمر غالبا في المزيد من التعقيد وخصوصا عند الرجوع في الزمن أكثر إلى الوراء. وحسب قول <  لاتيمر> : «سيؤدي هذا إلى الفوضى عند العودة في الزمن إلى الوراء.»

____________________________________________


للمزيد حول قصص الدارونية في تطور البشر إقرأ كتاب “العلم وأصل الإنسان “
http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=4494&d=1395127919


LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...