حكى أن هناك ثلاثة من الشباب كان رفقاء سوء ،ولكنّ الله منّ على أحدهم بالهداية فتمنى أن يجعل الله هداية زميليه على يدية، وقرر أن يعظهم وبفضل الله كتب الله لهم الهداية على يديه،وأصبحوا من الشباب الصالحين وفي يوم اتفقوا قرروا أن يبدأوا مشوارهم في الدعوة إلى الله لعلّ الله يكفر بذالك ماسبق لهم من المعاصي والذنوب ،وبدأوا في دعوة أحد الشباب الغارقين في المعاصي ولقد اتفقوا في يوم على أن يلتقوا في مكان معين قبل الفجر بما يقارب من ساعة لكي يذهبوا للتهجد والعبادة، ولكنّ واحد منهم تأخر نصف ساعة فقرروا الذهاب إلى المسجد وأثناء سيرهم وجدوا سيارة فيها صوت غناء عالي جداً فقرروا على أن يذهبوا كي يدعوا هذا الشاب لعلّ الله يهديه على أيديهم ،وعندما اشار إليه الشباب بأيديهم ظنّ أنّهم يريدون منافسته ولكنّهم أشاروا إلية مرةً أخرى فظنّ أنهم يريدون مقاتلتة فنزل من سيارته وقال لهم من يريد المقاتلة قالوا:السلام عليك ،وكان شاباً ذو منكبين عريضين وكان طويل القامة ،فقال الشاب في نفسة من يريد القتال لايبدأ بالسلا فأعاد عليهم مرةً أخرى من يريد منكم أن يقاتلني؟
فأجابوا علية بالسلام عليكم فرد الشاب قائلاً وعليكم السلام ،فقالوا له اتقي الله ياأخي أنت في ساعة إجابة للدعاء وأنت تسير في الطرقات بصوت الأغاني الذي يزعج النائمين ويشوش على المصلين فسألهم ألا تعلموا من أنا ؟ قالوا من ؟ قال لهم : أنا حسّان الذي خلقت النار من اجله فقالوا له:اتق الله ياأخي ولاتيئي من روحة فقال لهم :لقد فعلت جميع المعاصي والذنوب وأنا الآن سكران فهل يقبل الله توبتي قالوا :نعم فإنّه هو الغفور الرحيم فأجهش حسّان في البكاء ،وذهب معهم حسّان غلى المسجد ويشاء ربّ العباد أن يصلي بهم الإمام تالياً قوله تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وقد انفجرحسّان بالبكاء وقال لم اتلذذ بالخشوع في الصلاة منذ سنين ،وعندما خرجوا من المسجد سألوة عن أبية؟ فقال لهم:إنّ أبي يصلي فيمسجد اسمه كذا وهو عادةً يصلي ويمكث في المسجد حتى موعد شروق الشمس لكي يذكر ربّه،وقرروا الذهاب إلى أبيه فدخل علية الفتيان سائلين والد حسّان عنه فقال الله يحرق وجهه حسّان بالنار فقالوا له ياشيخ اتقّ الله ،فجاء حسّان مقبلاً قدم أبوه طالباً منه أن يسامحه فبكى الوالد وسامحه،وذهب غلى والدته وطلب منها أن تسامحه ،ففرحت الأمّ بتوبة ولدها ،واستأذن أبواه في ان يخرج مجاهداً في سبيل الله فوافقا ،ولقد منّ الله على حسّان بالشهادة وعند وفاتة وهو غارق في دمه أخذ زملائه ينادون عليه ولكنّهم كان يسكتهم ويقول لهم إنّي والله أسمع صوت الحور العين ينادونني .