لاشك أن أغلبنا إن لم يكن جميعنا قد سمع بأسطورة مدينة أطلانطس المفقودة الشهيرة التي ابتلعها المحيط على حالها، وإلى يومنا هذا لم يجدها أحد ولم يثبت أحد أنها لم تكن موجودة وما زالت رحلات الاستكشاف والبحث مستمرة، وخلال رحلات البحث تلك مدن أخرى كثيرة تم اكتشافها تحت الماء نذكر لكم منها خمس مدن تتميز بالغرابة والروعة في آن واحد.
في وقت ما كانت معقلًا للقراصنة وأنشطتهم نهارًا وللدعارة وشرب الخمر والحفلات الماجنة ليلًا وكان الخليج الملكي وقتها يلقب بجدارة بـ”المدينة الأكثر شيطانية وخطيئة في العالم” وكان هذا هو الحال حتى عام 1692 عندما هز زلزال بقوة 7.5 جزيرة جامايكا بأكملها وأغرق الخليج الملكي بأكملة نتيجة أساساته غير المستقرة وقُتل ما يزيد عن 2000 شخص من قاطنيه.
هل كانت تلك الهزة الأرضية حادثة طبيعية أم كانت عاقبة من عواقب أفعال من فوقها؟ لسنوات كثيرة مضت مازال الناس يؤمنون بالاحتمال الثاني وذلك لأن شواهده كثيرة على مر العصور. خلال أعوام من حادثة المدينة المغمورة التي كانت يومًا من أكبر مدن أوروبا في العالم الجديد، استمرت في الغرق وهي الآن مستقرة على بعد أربعين قدم تحت المحيط وتمثل حاليًّا محطة أساسية للمستكشفين ومحبي المغامرة ومازالت أغلب آثارها سليمة كما تركها أصحابها.
ما زال الخبراء يتجادلون إلى يومنا هذا ما إذا كانت أهرامات يوناجومي القابعة تحت المحيط قبالة ساحل اليابان من صنع البشر أم حدث من أحداث الطبيعة المذهلة، بالرغم من وجود أدلة تدعم الاحتمال الثاني، إلا أن الأحجار والأشكال المثلثة التي تتكون منها الأهرام تجعل من الصعب تصديق أن أهرامًا كهذه من الممكن أن تكون من صنع الطبيعة.
ترتفع الأهرام من قاع البحر وحتّى ارتفاع 250 قدم وتمثل موقع جذب كبير للغواصين لأسباب واضحة أمامكم، ويرى الخبراء أنه لو كانت هذه المدينة من صنع البشر فقد تم بناؤها في أواخر العصر الجليدي، أي منذ 10,000 عام قبل الميلاد.
مدينة اللورد Krishna القديمة كانت تعد من الخرافات والأساطير ولكن الأنقاض والأطلال التي تم اكتشافها في عام 2000 أعادت الحياة لأسطورة هندية قديمة، تخبرنا الأسطورة أن اللورد كريشنا كانت له مدينة عظيمة بها أكثر من 70,000 قصرًا مصنوعًا من الذهب والفضة ومعادن ثمينة أخرى، وقد كانت المدينة مزدهرة جدًّا ولكن عند موت كريشنا غرقت المدينة التي تعرف باسم Dwarka في البحر.
تقبع بقايا وآثار المدينة المدمرة على عمق 131 قدمًا تحت المحيط في خليج Dwarka الحديث الموجود اليوم، وهي من أقدم سبع مدن موجودة في الهند، وقد أشارت الدراسات أن المدينة منظمة ومبنية بشكل هندسي رائع أثار دهشة الخبراء.
معظم التحف والآثار تم استخراجها من تحت الماء ولكن أهمها هي قطعة يعود عمرها إلى 7500 عام قبل الميلاد ما يؤكد أن هذه الأنقاض هي أنقاض مدينة Dwarka الأسطورية.
تعرف كأثر المدن الموجودة تحت الماء روعةً وجمالًا في العالم، فمدينة الأسد الصينية أعجوبة بشكل مؤكد، وقد بنيت في عهد سلالة هان التي حكمت الصين في الفترة من 25 إلى 200 ميلادياً وتعادل مساحتها 62 ملعبًا لكرة القدم، وتتواجد على بعد 85 إلى 131 قدم تحت سطح بحيرة الألف جزيرة، وقد كانت مساحة هذه المدينة كافية لتطفو في منتصف القرن العشرين وتشكل سدًّا. التماثيل التي تزين المدينة تُظهر جمالًا لا يضاهى وجعلت المدينة من الوجهات المحببة للكثير من السياح.
قبالة شواطئ الإسكندرية مغمورٌ تحت الماء، نجد ما يُعتقد بأنه قصر كليوباترا المفقود من المرجح أن الأنقاض قد جُرفت بعيدًا إلى داخل البحر بفعل زلزال ضرب المنطقة منذ 1500 عام تقريبًا وبقيت الأنقاض مدفونة حتّى ظهرت في السنين الأخيرة الماضية.
بجانب المساكن والمعابد الملكية، يعتقد علماء الآثار أنهم وجدوا تابوت إيزيس. إلى يومنا هذا تم الكشف عن 140 قطعة أثرية في الموقع ويعتقد العلماء أيضًا أنهم وجدوا داخل الأنقاض متحفًا قديمًا بالإضافة لتابوت كليوباترا نفسها ولحسن الحظ سيتم السماح للغواصين والسياح بزيارة الموقع خلال السنوات القادمة لإتاحة الفرصة للجميع بإلقاء نظرة على هذا الأثر العظيم.