قام محررون في موقع CN Traveler بتحديد بعض الوجهات الأكثر ابتكارًا والتي أطلقوا عليها اسم “أذكى مدن العالم” لقيادة الثورة في التخطيط الحضري الذكي، حيث وجدوا أن هناك عددًا قليلًا من المجتمعات في جميع أنحاء العالم والتي يمكنها أن تقود ثورةً في التخطيط الحضري الذكي والتي استطاعت دمج التكنولوجيا والممارسات الصديقة للبيئة على نطاق واسع نادرًا ما شوهد من قبل وإليكم نماذج من مدن المستقبل.
يتم تقديم سونغدو، في كوريا الجنوبية كنموذج رئيسي، وهي مدينة من صنع الإنسان، حيث أن كل المباني في المنطقة التي تمتد على مساحة 1،500 فدان معتمدة على الطاقة البديلة وأجهزة الاستشعار وأجهزة الكمبيوتر التي وضعت على طول الطرق والمباني لتقييم وضبط استهلاك الطاقة. وتعد أكبر مدينة تم تطويرها باستخدام LEED وهو “Leadership in Energy and Environmental Design بمبلغ 35 مليار دولار، وتقع على بعد 64 كلم جنوب سيول، وتحمل الرقم القياسي لكونها أكبر مشروع للتطوير العقاري الخاص في العالم، ويتوقع أن تكتمل في عام 2017.
مدينة أخرى مخطط بناؤها من الصفر، وهذه التجربة قريبة من بورتو البرتغالي واستخدم فيها أكثر من 100 مليون جهاز استشعار ذكية لمنع الأضرار الناجمة عن حالات الطوارئ (عن طريق تسهيل الاستجابات الفورية لأشياء مثل الحرائق أو الحوادث)، كما أنها سوف تكون مفيدة بشكل خاص للنقل، حيث ستساعد السائقين في كل شيء من العثور على مكان وقوف السيارات وتعديل إشارات المرور لتوفير الوقت، وسوف يبلغ عدد سكان PLANIT حوالي 225،000، ويتوقع أن يبدأ البناء في عام 2015.
صمم نورمان فوستر مخطط مدينة مصدر في أبوظبي بحيث تكون مجتمع لـ 500 أسرة تعتمد كليًّا على الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة ولأنها ستكون مدينة صديقة للمشاة فإنها تحرم السيارات ويمكن للسكان استخدام وسائل النقل العامة الكهربائية والدراجات فقط، كما أن هذه المدينة ستكون مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
هذه المدينة تقع غرب طوكيو، وتبعد عنها بعد ساعة بالقطار وتعطي معنى جديدًا لمصطلح “مدينة الشراكة”. بنيت من طرف باناسونيك على موقع واحد من مصانعها السابقة، وتهدف فوجيساوا إلى الحد من الانبعاثات الصفرية في المجتمع عن طريق توقع الاستخدام الواسع النطاق للسيارات الكهربائية من خلال إنشاء محطات الشحن على ما يبدو في كل زاوية، وقد بدأت أول الأسر من أصل 1000 تتحرك في فوجيساوا في شهر مارس، وينبغي الانتهاء منها بالكامل بحلول عام 2018.
على الرغم من المشاكل الاقتصادية العامة في أوروبا، فإن العديد من المدن في القارة تستثمر في المبادرات البيئية، ومنها برشلونة من خلال تحويل وترميم المباني الصناعية القائمة بحيث تسهم في ممارسات الاستدامة في المدينة، حيث أن المحارق مثلًا تصبح محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة، إضافة الى تنفيذ برنامج تقاسم الدراجات وذلك بتوفير 6،000 دراجة للاستخدام في جميع أنحاء المدينة.
أطلق عليها لقب العاصمة الأوروبية الخضراء عام 2014 لسبب وجيه، فالأمر لا يقتصر على الممارسات البيئية التي تستخدمها هذه المدينة المتطورة، مثل تنظيف ميناء المدينة إلى درجة تصبح السباحة فيه مثل الاستحمام في بركة الفناء الخلفي لمنزلك، ولكن لأن هذه المدينة نموذج للتحديث المستمر للمبادرات المستقبلية. و قد تم افتتاح “المختبر الأخضر” في شمال هاربور لدراسة التكنولوجيا البيئية لتصديرها إلى مدن أخرى.
الهدف في فيينا هو أن تصبح مدينة خالية من الكربون بحلول عام 2020، وقد بدأت سلسلة من البرامج للوصول إلى هذا الهدف، حيث يتم حاليًُّا الحصول على 32 في المئة من الحرارة في فيينا من حرق القمامة التي أصبحت جزءًا من نسيج المدينة، حيث أن واحدة من أكبر المحارق (Spittelau) أصبحت منطقة جذب سياحي، وتشكل جزءًا مألوفًا من أفق فيينا.
بالنسبة لمانشستر، بدأ كل شيء مع “جسر 5″، وهو مصنع تم تحويله إلى منشأة خمسة طوابق من قبل مجموعة تعرف الآن باسم (مبادرة مركز مانشستر للموارد البيئية) MERCI والتي لاحظت وجود نقص واضح في الوعي البيئي في المدينة الصناعية تقليديًّا وفكرت في بناء المبنى الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة في مانشستر، وكانت الشرارة لمشاريع في وقت لاحق مثل هيربي، بائع خضر المحمول الذي يوفر المنتجات الطازجة بأسعار معقولة للمناطق المحرومة اقتصاديًّا من المدينة.
مشروع هدسون يارد في نيويورك مشروع ضخم سيمتد على مساحة 28 فدان من المنجزات التجارية والسكنية على الجانب الغربي من مانهاتن التي ستصبح واحدة من المناطق الأكثر اخضرارًا في المدينة عند اكتماله في عام 2018، وسيتم تتبع كل شيء بدءًا من استهلاك الطاقة إلى نوعية حركة المرور رقميًّا لتحسين الحياة للسكان والزوار والشركات بكفاءة.